04 May 2008

طائرة ورقية

-أجدني في فراغ ، ان شئت قل اني تفاجأت اني موجود اصلا!

-من انا؟ و لم ؟ و لم هنا بالذات؟

-أرى اصابعي تلتقط التساؤلات و تشكلها ، تظهر بيدي طائرة ورقية بيضاء لها ذيل طويل ، و اجدني مدفوعا برغبة ما الى اطلاق الطائرةفي الهواء الذي بدأ يهب، و كأنني سأجيب عن الأسئلة اذا ما طارت الطائرة

-أخشى على الخيط الابيض الذي يربطني بها من الانقطاع ، امسك به جيدا، بمرور الوقت كانت سرعة الهواء تزيد ، و كان لا بد من الاجابة عن الاسئلة، فالهواء سيطيح بي بعد فترة طالت او قصرت، كما انني لا انوي البقاء هنا الى الأبد، ما معنى الأبد؟

-الطائرة الورقية لم تجب عن الأسئلة بعد، فلأرفعها قليلا الى السماء-الوقت يمر ، ولم تنطق الطائرة بعد، يبدو انني نسيت: لماذا تركت الطائرة تنطلق في الهواء؟؟ لا أعلم ، و لكن ربما سأقاسي الاما من نوع خاص اذا تركت الطائرة تفلت؟ آه .. نعم.. الأمر هكذا بالتأكيد، و الا فلتفسروا لي تمسكي الشديد بخيط طائرتي الورقية؟

-نسيت الهدف تماما ، و صار زيادة ارتفاع الطائرة الورقية في السماء هو هدفي،،و به سأجني الخير،. من قال هذا؟ لست اذكر بالتحديد ، ولكني اشعر به، و هذا يكفي!!ا-

-اسرع من وتيرة رفع الطائرة الورقية الى السماء و انا متمسك تماما بالخيط،فالخيط سيهديني الى طريق الخير ، و في افلاته عذاب واقع،و الجو يزداد سوء حتى بدت سرعة الهواء اشبه بعاصفة.-ازدادت سرعة الرياح، او قل تضاعفت فجأة، الهواء يحرك طائرتي الورقية بشدة و الخيط يكاد ينقطع،أحارب الهواء و احاول انزال الطائرة حتى لا ينقطع الخيط ، فتضيع ، فأضيع!

-انقطع الخيط أخيرا... ضاعت الطائرة... ياويلتي!أغمض عيني استسلاما لألم قادم، و لكن... لا ألم ابدا!!!ا

-هدأ الهواء مرة واحدة حتى أصبح نسيما- تعود الأسئلة مرة أخرى: من أنا ؟ و كيف؟ و لم هنا بالذات؟ و يضاف اليها سؤال جديد : ماذا حدث؟

-لدهشتي و عجبي تظهر في يدي طائرة ورقية جديدة اكبر و ذيلها اطول و الوانها اكثر ، و هاتف بداخلي يهتف: اطلق الطائرة!!