28 March 2008

قصتين لفرانز كافكا

الفرار-فرانز كافكا

أمرت السائس بأن يحضر لي حصاني من الاسطبل. لم يفهني السائس.دخلت بنفسيإلى الإسطبل، وضعت السرج على الحصان و امتطيته.سمعت بوق آت من بعيد، سألته ماذا يعني ذلك، لم يجب، كما لو أنه لم يسمع شيئا.استوقفني عند البوابة و سألني:"إلى أين اتجاهك أيها الفارس؟" أجبته:"أنا لا أعرف بالضبط.بعيدا عن هنا.دائما بعيدا عن هنا. و باستمرار.هكذا فقط يمكنني الوصول إلى هدفي". سألني:"واضح أنك تعرف هدفك جيدا"، فأجبته:نعم، أعرف هدفي جيدا،سبق و أن أخبرتك به توا.بعيدا عن هنا-هذا هو هدفي"ا



اصرف نظر عن الموضوع-فرانز كافكا

في الصباح الباكر ، و الشوارع خالية و نظيفة، و أنا في طريقي لمحطة القطار.نظرت إلى ساعة البرج و ضاهيتها بساعتي، اكتشفت أن الوقت قد تأخر كثيرا عما ظننت، عليّ أن أسرع. انزعجتكثيرا من هذه الحقيقة التي اربكتني و جعلتني غير واثق من الطريق،فأنا لم أتعرف على هذه المدينة جيدا بعد. لحسن الحظ كان هناك شرطي بالقرب منين فاندفعت تجاهه و سألته لاهثا أن يدلني على الطريق. سألني مبتسما:"تريد مني أنا أن أدلك على الطريق؟" ، قلت له :"نعم، فأنا لايمكنني أن استدل عليه بنفسي!"رد قائلا:"أنت تضيع وقتك!اصرف نظر عن الموضوع!" أجابنيو راح بعيدا و هو يقهقه

حكمتك يا رب

كنت واقفا في المترو عائدا من الجامعةن وما أن لمحت مكانا خالياحتى تسابقت عليه مع 3 غيري، و لكني استطعت الفوز به أخيرا

كان الرجل الذي نشرت نفسي بجواره يقرأ في جرنال المصري اليوم تقريرا عن أخبار المصابين في غزة.و كان يركز على الخبر التالي:سيدة بترت رجليها و توفي زوجها و اثنين من أطفالهاعندما أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة على بيتهم، و رغم هذا لا تزال محتفظة بجنينها ، حيث كانت حامل في الشهر الخامس!!

وجدت الرجل يهز رأس يمينا و يسارا بتأثر ثم يلتفت إلي وهو يشير إلى الخبر قائلا:"شوف حكمة ربنا!!أكيد له غرض من ورا ده كله!!حكمتك يارب!!"و نظر لي منتظرا تعليقي فأمنت على كلامه و قلت :"آه ... حكمته!"و ابتسمت في سخرية لمحها الرجل، فهز رأسه و كأنه يصعب عليه عدم فهمي لحكمة الله

تركت الرجل يشرح لمن خ\حوله الحكمة المستخبية و كيف أن الله تعالى رحيم بعباده ، و أنه حافظ على الجنين ليعزي الأم التي فقدت أعز ماتملك.و كنت أنا أسخر منه بداخلي ، و انشغلت عن الدجل و الجدل الدائر بتصفح الكتاب الذي اشتريته للتو، فوجدتني أفتحه على إحدى الصفحات لأقرأ فيها: "إذا تصورنا أن منطق الآلهة يفوق منطق الانسان ، و اذا بررنا الشر باعتباره خيرا لا يعلمه الانسان، فإننا نلغي العقل لصالح القوى الخارقة،و نجعل من اللامعقول معقولا بطريقة تعسفية تجعلنا نستريح ظاهريا من عناء التناقض في واحة التصالح و التسوية، حيث يتم التسليم بغباء الانسان و بلاهته و ضعفه و محدوديته، و يتم......."ا

أغلقت الكتاب بسرعة ، و سرحت قليلا، ثم قلت كالمسحور بصوت سمعه الرجل بجواري: حكمتك يارب! فترك الجدل حوله و نظر لي بلهفة ليقول: مش قلتلك!

الإحترام المفقود

لا أمانع أبدا في إطلاق لفظ (خول) عليّ ، و لكن بشرط ان انال الاحترام الذي يفرضه كوني انسانا

ان هروب أغلب المثليين من ألفاظ مثل : خول - لوطي - سحاقية - شاذ، ليس هروبا من الواقع انما هو لجوء إلى الاحترام المفقود ، الاحترام الذي يكفله لهم ميثاق شرف الانسانية : الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، أسمى منجزات البشر الحضارية

ليس الخلاف هو خلاف على لفظ في اللغة ، انما الاختلاف كامن حول ما وراء هذا اللفظ : الاحترام أو عدم الاحترام

أطلق عليّ ما تشاء من ألفاظ ، و لكن احترمني أولا

أما مسألة أنك لا تحترمني فهذا أصل المشكلة . فهناك من البشر من يصنفون الناس إلى قسمين : بشر يستحقون الاحترام ، و بشر لا يستحقونه ، ويتم هذا التقسيم بناء على لون الشعر ، او لون البشرة أو العرق أو الاصل الاجتماعي أو المستوى المادي أو الانتماء السياسي او الدين اوالمذهب او الجنسية او الجنس (امرأة أم رجل) .... او بناء على التفضيل الجنسي

هل لاحظتم ان التمييز بناء على التمييز الجنسي يعد هزليا اذا ما قورن بالتمييز لاختلاف المذهب أو الدين أو الجنسية أو الانتماء السياسي؟؟!

من بين الذين لا يحترمون المثليين تجد أشخاصا يدينون التفرقة بين البشر على أساس لون البشرة ، و منهم من ينادي باحترام اتباع كل الديانات ، و منهم من ينادون بحقوق المرأة ، و هناك عدد منهم يقول بالأخوة الانسانية فوق الروابط الوطنية و القومية الضيقة ، و لكن عندما يتحدث واحد منهم عن المثليين تجده يطلق ألفاظ مثل : خول أو لوطي بقصد ابراز التحقير أو عدم الاحترام ، و كأنه بفعلته هذه يقول أنه يرى أن اختلاف البشر في تفضيلاتهم الجنسية أخطر و اعظم من اختلافهم حول المقدسات البشرية : الدين و الوطن . و كأنه يعلو بشأن الجنس في تفكيره إلى مرتبة تفوق مرتبة الله و الوطن . إن شعار هؤلاء هو : الجنس - الله - الوطن

قد يحترمون اختلافك معهم في اساسيات العقيدة باسم التسامح مع الأديان ، ثم يحقرون اختلافك معهم في التفضيل الجنسي باسم الله و الدين ، و هذا تفكير مريض ، فالأولى - ان جاز ان يكون للاحترام أولويات - أن تحقر من شأن من يختلف معك كلية في الدين ثم ترتب أولويات تحقيرك للآخرين بناء على قربهم و ابتعادهم عن تفسيرك للدين ، هذا هو المنطقي اذا كنت تقدس الله قبل الجنس ، و كان أولى بك أن تحقر الروسي أو الأمريكي قبل أن تحقر المثلين اذا كنت تقدس الوطن قبل الجنس ، و لكن للأسف ، و لسوء الحظ ، نحن في بلاد تركت عبادة الله و اعتنقت عبادة الجنس ، بلاد تعلي من شأن الجنس فوق الرابطة القومية بين افراد الشعب

من بين من لا يحترمون المثليين تجد أشخاصا يدعون أنهم يحترمون الرأي الآخر و الفكر المختلف ، وماأكثر هذا الادعاء في أيامنا هذه ، فمن لا يقول أنه يحترم الآخر يقال عنه أنه متعصب ، و اذا تحدثت مع هذا الذي يحترم الآخر عن المثلية تجده يسب و يلعن ، و كأنه يقول : كله إلا الجنس ، أو : الجنس أولى من أفكاري و آرائي بالدفاع عنه و القتال ضد من يخالفني فيه


و من هؤلاء المتسامحين الزائفين أشخاصا يقولون انهم لا يحترمون المثليين لأنهم بلا أخلاق و بلا كرامة ، و كأن اختلاف التفضيل الجنسي ينقص من الاحترام ، و كأن كرامته و أخلاقه نابعين من كونه يفضل ممارسة الجنس مع الجنس الآخر . ان اصحاب هذا الادعاء انما ينبع احتقارهم للمثليين من الفكرة الشائعة عنهم و هي أنهم يكونون دائما الشريك السلبي في العلاقة الجنسية ، و لن أرد على هذا الزعم الآن ، و لكن أحب أن اوضح أنه لمجرد اعتقادهم ان الشخص هو السلبي في العلاقة يقولون انه بلا اخلاق ن و كانه من موروثات الثقافة العربية المحبطة للمرأة و التي تعتبرها كائنا أدنى لأنها الحانب السلبي في العلاقة . ابسط دليل على هذا هو انك اذا سألت أحدهم : من تحتقر أكثر : مثلي موجب او سالب ، بدون تردد يقول انه يلعن السالب أكثر لأنه سالب!

و من الناس من يرفض احترام المثليين أو التعامل معهم لأنه يرى أنهم يخدعون لأنفسهم و يرفضون مواجهة الحقيقة، ويدعي أنه لا يريد أن يشجعهم على التمادي في خداع الذات ، و بالتالي فإنه بعدم احترام المثلي يدفعه إلى حل مشكلته و تغيير نفسه . و مثل هذا الشخص يعتقد في نفسه أنه مبعوث الرحمة للمثليين . انه يحتقرهم لأنه يحبهم !!! إنه يحتقرهم بمنتهى راحة الضمير . لست عالم نفس و لكني أتساءل : هل يمكن أن يندرج هذا الشخص تحت بند اسادية و حب إذلال الآخرين ؟ أو ضمن الأشخاص السيكوباتيين الذين يرتكبون الجرائم بضمائر هادئة مستريحة أو بلا ضمير على الإطلاق ؟ أريد نشخص واحد ممن يفكرون هكذا أن يأتي بدليل على أن كل المثليين بلا استثناء يخدعون أنفسهم . مثل هذا الشخص يطلقون الاتهامات جزافا بلا دليل ، بل من الممكن الرد عليهم بنفس الأسلوب الغوغائي بأن أقول أني لا أحترمك لأنك تخدع نفسك - هكذا! - وربما أنت مثلي يرفض الاعتراف بمثليته فيحتقرها هربا من مواجهة المسئولية . ربما تنفعل و تقول أن هذا اتهام بلا دليل ، و هل أتى ذاك الشخص بدليل على ان المثليين جميعا يخدعون أنفسهم ؟ رغم أن هذا الأسلوب سهل جدا إلا أني لا أفضله لأنه بلا دليل و يحوي في طياته بعض من ثقافة القطيع و رفض الآخر بالبحث عن أي أدلة واهية لتبرير هذا لارفض بدون أن يظهر أمام نفسه بمظهر المتحجر الرأي.فضلا عن أن هذا الأسلوب لا يقل في بشاعته وتمييزه و لا انسانيته عن أسلوب بعض المتطرفين الاسلاميين - مثل القرضاوي - الذين يفتون بعدم جواز احترام القبطي حتى يتم التضييق عليهم فيهربون من الاسلام إلى الاسلام.

هناك من يقول على المثليين : أنا لا أحترمهم لأنهم مقززين و انا أشمئز منهم . و هل طلب منك أحد أن تفعل مثلهم ؟ و هل عندما تعامل الناس في حياتك اليومية تتخيلهم في غرف النوم في أوضاع جنسية فتحترم ما يعجبك و تلفظ ما لا يثيرك ؟؟ يرد عليك واحد من أصحاب هذا الاتجاه قائلا : هناك فطرة بشرية ، و انا احترم كل البشر و لكني لا اتقبلهم كلهم ، وكأنه يفرق بين الاحترام و التقبل ، و ما التقبل الا درجة من درجات الاحترام . و لكن لننظر قليلا الى موضوع الفطرة هذا . أنا لا أصدق أن هناك ما يسمى فطرة بشرية ، و انما أقول -مثلما يخبرنا علم النفس - أن البيئة المحيطة بالانسان هي التي تشكل و عيه و تشكل السلوك العام لأفراد المجتمع و الذي يطلق عليه فيما بعد : فطرة . لنرى ماذا كان يحدث في مصر الفرعونية ، ألم يكن مسموحا للأخوة أن يتزوجوا ، و للأب أن يتزوج بناته ؟ لماذا لا نقول أن هذا ضد الفطرة ؟ لأن مجتمعهم وقتها كان يبيح هذا . بالمثل الهنود الحمر حين كانوا يسمحون بتعدد الأزواج للمرأة الواحدة في بعض الحالات ، ألا تعتبرها مجتمعاتنا ضد الفطرة ؟ ختان الاناث في مصر فطرة و في تركيا جريمة يقف ضدها المجتمع و القانون . العربي يفضل الفتاة البكر و يقول أنها فطرة ، بينما بعض القبائل الافريقية يفضل رجالها المرأة التي فض غشاء بكارتها ، و يقولون أيضا انها فطرة !! الفطرة ليست ما فطر الله البشر عليه ، انما هي ما فطر المجتمع الناس عليه ، المجتمع هنا هو العامل الذي يحدد نفسية أفراده . هل مسموح لإنسان محترم أن يرفض تقبل الزنوج لأن هذا من الفطرة ؟ كانوا يقولون هذا في الماضي ، و لكن المجتمعات الانسانية تطورت و اصبح عدم تقبل و احترام الزنوج جريمة . ان عدم تقبل الآخر صورة من صور عدم احترامه و انما التعلل بالفطرة هو محاولة اقناع النفس بأنها متسامحة تحترم البشر ، بينما العكس هو الصحيح . ان الانسانية تقتضي منك احترام و تقبل الآخر بدون أن تملي عليه شروطك ، سيسألني واحد : هل سأقبل الآخر غضبا ؟ هل ستجبرني على أن اتقبلك ؟ انا لا أجبر أحدا هنا ، أن ا فقط أوضح المفاهيم التي اتفقت المجتمعات المتقدمة على تسميتها بالأخلاق الانسانية ، و لك أن تلتزم بها ، او ان تلتزم بطريقة تفكير مجتمعك العربي ، ولكن أرجوك لا تأتي لتتمسح في أقدام الانسانية و الأخلاق

لك أن تطلق عليّ ما تشاء ، ما دمت تحترمني ، أما إذا لم تحترمني ، إذا كنت من عبدة الجنس ، فأنا لا أستطيع أن ألومك ، فأنا لا أستطيع أن ألوم انسانا يعمل في خدمة سيده

ليس المثليون هم عبيد الجنس كما يشاع ، بل العكس هو الأصح و الأكثر منطقية . من لا يحترم الشخص الذي اختلف عنه في ميوله الجنسية في الوقت الذي يحترم فيه الشخص الذي يختلف عنه في الدين و الجنسية و الفكر، هذا هو عبد الجنس بامتياز ، لأنه الذي رفع من شأن الميول الجنسية إلى مراتب الآلهة . و ربما نجد من هؤلاء من يخرج في مظاهرات حاشدة يوما ما اذا نال المثليون أحد حقوقهم ليرفعوا شعارات : تغرب شمسنا و لا يختلف جنسنا - نحن فداك يا جنس - تحيا القومية الجنسية

ملحوظة: قد يلمح البعض من كلامي نظرة دونية للجنس ، و لكن هذا غير صحيح ، فأنا أحترم الجنس بشدة ، و لكني أدرك أني أعيش في مجتمع يقدس الجنس و يحتقره في ذات الوقت ، و لو تخلى عن إحداهما ( التحقير أو التقديس) لما كانت هناك أي مشكلة ، فأردت استغلال هذا التحقير في ابراز تناقضه ، و ايلام ضميره ، لو كان حيا !!!

23 March 2008

فقد


كانت نملة، سارت باتجاهي، قالت : عمت مساء! قتلتها

أتت بعدها جيوش من الحشرات متدرجة في الحجم، انتصرت عليهم جميعا ، قتلتهم

انطلق إل الخلاء ، أصارع الوحوش، أقتل أسدا أو نمرا أو فهدا ، ثم أنام. ثم أصحو لأواصل القتال

شعرت أني أحتاج للراحة، أفتح عينيّ ، اندش! أنا في الصحراء أصارع الهواء

قدرت المسافة في ذهني : أنا على بعد خمسة شهور من البيت . يتوقف ذراعاي عن القتل ، أستدير ، أعود إالى البيت مطرقاً في صمت

******

14 March 2008

هل حقا التغييرممكن؟

إلى الطبيب المحترم د\أوسم وصفي

قرأت تعليقك على موضوع"للوقاية من المثلية الجنسية"المنشور على مدونة يوميات كريم، و أدهشتني آخر كلماتك في التعليق ،و التي كررت فيها عبارة"التغيير ممكن" مرتين متتاليتين.بدت لي هذه العبارة أقرب إلى عالم الدعاية السياسية منها إلى علم النفس-بدون أن اقصد أي إساءة.أقول بدت أقرب إلى الدعايات السياسية لأنها عبارة مطلقة، و تحوى من الأحلام و الوعود الزائفة أكثر مما تحوي من اللحقيقة و المنطق.كنت عند كريم مرة و سألته عنك-بعدما نشركريم رسالتك المذكور فيها الدراسة المزعومة-فعرض لي مقتطفات من الحلقة التي سجلتها أنت مع الطبيب النفسي د\هشام حتاتة و المذيع محمود سعد في برنامج اليوم السابع على قناة إم بي سي الفضائية.لفت نظري أن المذيع عندما سأل د\هشام عن نسبة نجاح الطب النفسي في تغيير سلوك المثليين جنسيا وجدتك أسرعت تنبه د\هشام ليذكر مفهوم العلاج النفسي.قال د\هشام أن مفهوم العلاج النفسي هو الاستمرار في عقد جلسات أسبوعية مع المعالج النفسي بصفة مستمرة لمدة سنتين على الأقل ليبدأ عندها (المريض) في تغيير طريقة تفكيره.

اضغط هنا لمشاهدة الجزء من الحلقة الذي ذكر به د/هشام هذه المعلومة

أحب أن أوضح لك أنني و حتى وقت قريب كنت مواظبا على العلاج مع أحد الأطباء المشهورين و أتذكر أن تكلفة الجلسة الواحدة كانت 100 جنيه تقريبا كنت أدفعها كل شهر-لأن الجلسات كانت شهرية و أحيانا كل 3 أسابيع و ليست أسبوعية-أضف إلى هذا مبلغ مدفوع في الأدوية المضادة للاكتئاب الذي لازمني بعد شهرين من بدء الجلسات. انتهى الأمر إلى إفلاس تام لي، حيث كنت وحدي تماما مستندا إلى مدخراتي التي تجاوزت وقتها ألف جنيه مصري تصورت أنها تغطي نفقات العلاج و لكنها تبخرت جميعا في أقل من سنة، بل لجأت أحيانا إلى التعدي على مدخرات أبي و أمي لتوفير المال اللازم للجلسات، فأصبحت كالمدمنين الذين يتعدون على مدخرات أسرهم من اجل انفاقها على ما يخدر أعصابهم و يغيب وعيهم.و لا أقصد هنا التلميح بأي إساءة انما هي سخريتي المريرة من الحال التي وصلت اليها.كل هذا بعد انتظام لمدة أقل من عام-تسعة شهور بالضبط- و بجلسات شهرية و ليست أسبوعية كما أرادها د\هشام، و أنا أحسب نفسي من الميسورين ماديا، بل ربما تخطيت هذا الوصف بقليل، ، فما بالك وأغلب الشباب اليوم من طبقات أقل من متوسطة، بل حتى الميسورين منهم يكون من الصعب جدا عليهم تحمل نفقات الجلسات النفسية خصوصا أنكم تؤكدون أن الجلسات يفضل أن تتم في سن صغيرة حيث يكون الشخص معتمدا بالكامل في نفقاته على أسرته، هل لك أن تدلني على كيفية تدبير نفقات الجلسات؟ و أرجو ألا يكون جوابك هو مصارحة الأهل ، لأن المثلي إذا كان قادرا على مواجهة الناس فلن يلجأ إلى تغيير نفسه من الأساس ، خصوصا إذ كان هدفه من تغيير نفسه أن يتجنب الحرج الاجتماعي-الفضيحة كما نلفظها هنا في مصر.

د\أوسم ،دعنا نستخدم الآلات الحاسبة لنرى تكلفة الجلسات المفترضة.في عامين أكثر من مائة أسبوع، و إذا حسبنا تكلفة الجلسة الواحدة ب 100 جنيه فإن العلاج يتكلف 10,000 جنيه ليبدأ المرء في تغيير تفكيره. 10 آلاف جنيه المفروض أن يدفعها شاب هو في الغالب بين ال18 و ال30 من عمره!!!و ذلك إذا افترضنا أن هذا الشاب لن يحتاج إلى أدوية مضادة للاكتئاب -و هو ملازم لأغلب حالات تغيير الميول الجنسية حسبما أعلم- وهناك بعض الأدوية التي توصف للمرضى تتطلب ميزانية أخرى، منها على سبيل المثال العقار المسمى بـ seroxat الذي وصفه لي طبيبي المعالج و الذي يتجاوز سعره 70 جنيه للعلبة الواحدة التي تحتوي على 20 حبة دواء!! و كل ماسبق يكون بافتراض أن الشاب لن يتعرض لأي انتكاسة طوال أول سنتين تجعله يعيد كورس العلاج من بدايته ، أو على الأقل إطالة أمده، و الانتكاسة محتملة جدا في حالات تغيير السلوك الجنسي-صحح لي معلوماتي لوكنت أخطأت.هل هذا منطقي ؟ هل بإمكانك أن تخبرني عن عدد المثليين الذين بإمكانهم تدبير هذه المبالغ خصوصا في ظل الارتفاع الرهيب في الأسعار الذي تعاني منه جميع الطبقات بلا استثناء؟و إذا تم لهم المراد و تحولت رغباتهم الجنسية، ألن يطلبوا الزواج؟من أين ستتوفر لهم إمكانات الزواج بعد دفع مبالغ جنونية في جلسات العلاج النفسي؟ أم سيضطرون إلى كبت غرائزهم الجنسية؟ ما الجديد إذا؟ و أرجوك ألا تخبرني أن الله سيقف معهم لأنهم أطاعوه ، فأنا أريد إجابات منطقية واضحة بعيدا عن اللعب بالأحاسيس الدينية

لاحظ أني كتبت كل ماسبق بافتراض أن الجلسات تجدي نفعا من الأساس.حاولت كثيرا مع طبيبي المعالج أن يعرفني بأحد هؤلاء الذين كانوا مثليين حتى يطمئن قلبي و حتى أجد التواصل و لا أشعر بنفسي وحيدا أمام نفسي، و لكنه رفض تماما مبررا رفضه بأنه أمر شديد الخصوصيةرغم أني لم أطلب أكثر من محادثة أو اثنين على الايميل بدون أن يكشف من أمامي شخصيته.

هل وضح الآن لماذا اعتبرت عبارتك" التغيير ممكن" دعاية إعلامية سياسية؟لأنها بكل بساطة غير منطقية و تتجاهل حقائق الواقع الاقتصادي ، و تلعب على أحلام الجماهير ! ألم يكن من قبيل الأمانة العلمية و احترام المتلقّي أن تذكر هذه المعلومات عندما تكتب لتقول" التغيير ممكن"؟أليس من حق كل شخص أن يدرك تكلفة التغيير المادية قبل أن يغرق نفسه في الأحلام ليفيق على صدمة اقتصاديةعند أول جلسة أو بعد عدة جلسات؟إلا إذا لم يكن-لديكم -اسمحلي- ما تقدمونه حقا و تطلبون هذا الاتزام الخرافي من باب وضع العقدة في المنشار ، مثلما يقوم أحد الدجالين بطلب القدم اليمنى لنملة سويدية حولة يتيمة الأم حتى يتحجج بعد ذلك أن الضحية لم يوفر الطلبات كما أمر الأسياد!!

من نوادر جحا أن الوالي طلب منه مرة أن يعلم حماره القراءة و الكتابة مقابل مبلغ كبير من المال على أن يعاقب جحا بشدة في حالة إخفاقه. فوافق جحا على هذا و اشترط أن يأخذ مهلة 10 سنوات يسأله الوالي بعدها. و عندما حاول الناس أن يبينوا له لامعقولية ما تم تكليفه به رد عليهم جحا : في خلال عشر سنوات، إاما أن يموت الوالي، أو يموت الحمار ، أو اموت أنا!!

مع كامل احترامي لشخصك
تامر سعيد




11 March 2008

مصر بلد علماني .. بجد؟؟

الكثير من مناهضي العلمانية يدعون أن مصر بلد علماني ، و رغم ذلك لم تتقدم و لم تشهد انفراجة في الحريات
لهؤلاء أهدي الخبر المنشور اليوم في جريدة المصري اليوم في الصفحة الأولى


رابط الخبر على جريدة المصري

طالبت الدكتورة زينب رضوان، وكيلة مجلس الشعب، بالسماح بتوريث الزوجة «الكتابية» - المسيحية أو اليهودية - والأخذ بشهادة أصحاب الديانات الأخري في مسائل الأحوال الشخصية، ومساواة شهادة المرأة الواحدة بالرجل أمام المحاكم، في إطار تفعيل مبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنين.
وذكرت في اجتماع للجنة حقوق الإنسان بالمجلس أمس، أنه لا توجد أي موانع في القرآن والسنة لتطبيق ما تدعو إليه، وأن الدستور يدعو للمساواة بين المواطنين وهو ما لا يتم تطبيقه، معتبرة أن حكم القضاء الإداري بوضع «شرطة» مكان خانة الديانة للبهائيين، يمثل تدعيماً لمبدأ حرية العقيدة.
واعترض نواب الإخوان علي اقتراحات وكيلة المجلس، وقال النائب محمود عامر، إن ما تدعو إليه زينب رضوان مخالف للشريعة الإسلامية، وخروج علي المرجعية الدينية للمجتمع المصري.
ودافعت زينب رضوان عن موقفها بتأكيدها أنها لا تقصد المساس بثوابت الشريعة الإسلامية، وأن مقترحاتها جاءت لإظهار الوجه الصحيح للإسلام.
واقترح النائب محمد عامر، وكيل لجنة حقوق الإنسان، عقد اجتماع مشترك مع لجنة الشؤون الدينية، وبمشاركة مجمع البحوث الإسلامية وممثلين من الأزهر ودار الإفتاء للوصول إلي رأي فقهي صحيح حول ما طرحته الدكتورة زينب رضوان.


انتهى الخبر
أحب أن أعلق ان هدفي من نشر هذا الخبر ليس مناقشة ما اذا كان الاسلام يوفر حرية للمرأة ويساويها بالرجل ام لا، ليس هذا محل نقاش هنا لذا ارجو الا يصلني تعليق يدافع عن حرية المرأة في الاسلام
فقط اود ان اوضح ان مصلا ليست بلد علماني، مصر بلد مازال العديد من قوانينه الداخلية مستمدة من الكتب الدينية و ليس من التشريع المدني
مصر ليست علمانية ... حتى الآن

09 March 2008

بلاد الشر...ق

في بلاد الشر
يضيفون حرفا كالقناع
يضعون عمامة ... لحية
يحجّبون النساء و الشر
يصبحون بلاد الشر...ق
و يتحولون الى بلاد للخير

في بلاد الشر
ممنوع عليك العشق
ممنوع أن تفكر
لست سوى غنمة
روحك مبولة
عقلك مطية للغير

في بلاد الشر
جرب أن تحب
جرب أن تفكر
ستجد ألف قديس
يخرجون من تحت الروث
يخرجون ما تحت التراب
يتحدثون باسم السيد التعيس
يقولون: حرام ... حرام
كدمية صينية رديئة
على رصيف
في العتبة

في بلاد الشر
إن أحببت قالوا : يهديك
إن فكرت قالوا : يهديك
و كأن الحب ظلام
و كأن الفكر ضلال
و من يدريهم؟
و من يدريك؟

في بلاد الشر
سأقول سمعا و طاعة
سأغلق عقلي بالمفتاح
و أضع روحي في كفن
إذا استطاعوا أن يخبروني
عندما أفعل هذا
لماذا أشم
رائحة العفن؟؟

06 March 2008

القصيدة المتوحشة


أحبيني .. بلا عقد
وضيعي في خطوط يدي
أحبيني .. لأسبوع .. لأيام .. لساعات..
فلست أنا الذي يهتم بالأبد..
أنا تشرين .. شهر الريح،
والأمطار .. والبرد..
أنا تشرين فانسحقي
كصاعقة على جسدي..

أحبيني ..
بكل توحش التتر..
بكل حرارة الأدغال
كل شراسة المطر
ولا تبقي ولا تذري..
ولا تتحصري أبدا..
فقد سقطت على شفتيك
كل حضارة الحضر

أحبيني..
كزلزال .. كموت غير منتظر..
وخلي نهدك المعجون..
بالكبريت والشرر..
يهاجمني .. كذئب جائع خطر
وينهشني .. ويضربني ..
كما الأمطار تضرب ساحل الجزر..

أنا رجل بلا قدر
فكوني .. أنت لي قدري
وأبقيني .. على نهديك..
مثل النقش في الحجر..

***

أحبيني .. ولا تتساءلي كيفا..
ولا تتلعثمي خجلا
ولا تتساقطي خوفا
أحبيني .. بلا شكوى
أيشكو الغمد .. إذ يستقبل السيفا؟

وكوني البحر والميناء..
كوني الأرض والمنفى
وكوني الصحو والإعصار
كوني اللين والعنفاء..

أحبيني .. بألف وألف أسلوب
ولا تتكرري كالصيف..
إني أكره الصيفا..

أحبيني .. وقوليها
لأرفض أن تحبيني بلا صوت
وأرفض أن أواري الحب
في قبر من الصمت

أحبيني .. بعيدا عن بلاد القهر والكبت
بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت..
بعيدا عن تعصبها..
بعيدا عن تخشبها.

أحبيني .. بعيدا عن مدينتنا
التي من يوم أن كانت
إليها الحب لا يأتي..
إليها الله .. لا يأتي ..

***

أحبيني .. ولا تخشي على قدميك
- سيدتي - من الماء
فلن تتعمدى امرأة
وجسمك خارج الماء
وشعرك خارج الماء
فنهدك .. بطة بيضاء ..
لا تحيا بلا ماء ..

أحبيني .. بطهري .. أو بأخطائي
بصحوي .. أو بأنوائي
وغطيني ..
أيا سقفا من الأزهار ..
يا غابات حناء ..
تعري ..
واسقطي مطرا
على عطشي وصحرائي ..
وذوبي في فمي .. كالشمع
وانعجني بأجزائي
تعري .. واشطري شفتي
إلى نصفين .. يا موسى بسيناء..

**********
كلمات الشاعر .. نزار قباني




05 March 2008

هالقلب العشقان ... شو بيقلك كمان


ليلة عيشني بحبك
ليلة سمعني قلبك
ليلة انساني عأيديك
وشمسي تشرق من عينيك
عندي بتساوي هالكون
يا كل الكون
حبيبي
شو معنى هالحياة
حلم ومارق ساعات
الباقي من عمري أهديك
وعمري لحظة بتناديك
امبارح وباقيلي اليوم
ولأخر يوم
حبيبي
أنا اللي منك وأنت مني
لا لا ما تبعد عني
أنت أنا
روحي أنا
أنت اللي ساكنني
انت اللي عارف أني
ألك وحدك بغني

شو مشتاقة حبيبي
قول كلمة يا حبيبي
وأحكي للدنيا يا حبي
أنك ألي وألك قلبي
ألك من قلبي ما كان
ومن بعد الزمان
هالقلب العشقان
شو بيقلك كمان

والليلة اغمرني بجنون
خلي اللي ما كان يكون
وتقلك دمعة العيون
أنو أنا
روحي أنا
بحبك أنا ..
حبيبي