23 April 2008

إساءة أدب أم توضيح بأدب؟؟







-ما يحدث الآن من رسوم كاريكاتورية و أفلام على الانترنت تهاجم نبي الإسلام محمد، هل يعتبر اساءة أم توضيح؟ بمعنى آخر :هل يمكن ان يكون رسام الكاريكاتير الدانمركي و مخرج الفيلم الهولندي كلاهما مجرد حاقد و كاره -هكذا- للاسلام و بالتالي يصب كراهيته و ينفث حقده في تشويه صورة نبي الإسلام؟

-دعونا نرى ،لنتساءل مجددا :هل اخترع أي منهما الآيات الصادمة في القرآن و التي تحض على العنف و الايذاء البدني و المعنوي؟ لنأخذ أمثلة حتى لا يكون كلامنا مطلقا. سنتناول مقدمات 3 سور في القرآن :التوبة و النور و محمد.

- من سورة التوبة سنقرا الآية الخامسة و التي تقول " فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا و أقاموا الصلاة و أتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم " طبعا الآية لا نفهم من سياقها كيف يمكن الاستدلال على ان الله غفور و رحيم.

-و من نفس السورة نجد ثلاث آيات متتاليات مفزعات هي الآيات رقم 12 و 13 و 14 اقرأوا :

"و ان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون * الا تقاتلون قوما نكثوا ايمانهم و هموا باخراج الرسول و هم بدأوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين*قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم و يخزهم و ينصركم عليهم و يشف صدور قوم مؤمنين" و في هذه الآيات نلاحظ ان العين تقفز تلقائيا من "قاتلوا" إلى "تقاتلون" إلى "قاتلوهم" في كل مرة تقرأ فيها الآيات المتتاليات.

-هذه آيات سورة التوبة. هذه آيات القرآن. هل يمكن ان يفسر أحد المسلمين هذه الآيات بطريقة أخرى غير انها تحرض على العنف و القتال؟ اسمع الآن مبررات لهذا العنف ،و أنا لا اطلب التبرير ،اطلب التفسير فقط. لا أعتقد ان هناك تفسير آخر غير انها تحض على القتال. و القتال هو العنف لو تعلمون. و العنف هو الهمجية لو تدركون.
-لنرى سورة أخرى و اسمها-ياللعجب- سورة النور. تبدأ السورة بأية عادية لا غبار عليها تقول" سورة أنزلناها و فرضناها و أنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون" ،ثم تأتي الآية الثانية بطريقة (الصدمة و الرعب ) الأمريكية كالتالي :"الزانية و الزاني فاجلدوا كل منهما مائة جلدة و لا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر و ليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين" مفاجأة ،أليس كذلك؟ لم يتدرج حتى ليوضح حيثيات هذا الحكم الرهيب بان يعدد مثلا أضرار الزنا على الأسرة و المجتمع أو ما شابه ،و لكن لابد ان هذه هي أصول البلاغة القرآنية. و لكن آيات القرآن لا تكتفي بهذا العذاب-كما جاء في اللفظ القرآني- و إنما تضيف عليه عذابا نفسيا آخر هو الاستبعاد الصارم من المجتمع بأن يقول في أية تالية -هي الثالثة "الزاني لا ينكح الا زانية أو مشركة و الزانية لا تنكح الا زان أو مشرك و حرم ذلك على المؤمنين".

-و مرة أخرى سنبحث عن تفسير لا تبرير. هل يمكن تفسير الايتين السابقتين بغير التحريض على العنف ضد بعض أفراد المجتمع في شكل عنف جسدي فظيع ثم عذاب نفسي أفظع؟! و هل تعني الايتين شيئا آخر غير فرض تعاليم دينية على أفراد المجتمع بالقوة ؟!
-نبي الإسلام و الرحمة المتهم انه عنيف اسمه محمد ،و في سورة محمد نقرأ الآية الرابعة :" فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد و اما فداء حتى تضع الحرب اوزارها ذلك و لو يشاء الله لانتصر منهم و لكن ليبلوا بعضكم ببعض ...." و هذه الآية يصح ادراجها ضمن مستويات العنف المخصصة للكبار فقط.

-ما يحدث في الرسوم الكاريكاتيرية و أفلام الانترنت ليس الا توضيحا لآيات القرآن.هي ليست اساءة لأنهم لم يسيئوا فهم الآيات أو لم يتعمدوا اساءة فهم الآيات. التفسير واضح : قاتلوا-اجلدوا-اضربوا-اشهدوا العذاب-لا تنكحوا....إلى آخر الاوامر القرآنية التي تعتبر في عرف ثقافة الإنسان الحديث عبارات تحض على العنف و الكراهية. نعم ،يمكن تبرير كل هذا العنف انه ناتج بيئته و ثقافة مجتمعه آنذاك ،أو انه كان العرف الثقافي السائد وقتها. و لكن ،لماذا يجبر أخي الطفل على حفظ كل هذه الاوامر العنيفة عندما أراد -أو أريد به- حفظ كتابه المقدس؟ و لماذا تضطر أمي إلى تلاوة هذه الأفكار المثيرة للاعصاب كلما ارادت ان تفوز ببعض الحسنات؟؟ لماذا لا تحذفونها؟ هل هناك إجابة؟ بالتأكيد ، هناك احتمالان : اما انكم تعتقدون انها لا تزال صالحة لمجتمعات الإنسان الحديث ،و في هذه الحالة لا تلوموا من رسم محمد معمما بقنبلة. أو انكم تؤمنون بانكم لستم ملزمين بهذا العنف الآن و فيما بعد ،و لكنكم تؤمنون بقداسة الكتاب و ضرورة عدم حذف حرف. إذا كان الأمر كذلك ،فلماذا لا تعلنونها صراحة :هذه آيات من كتابنا المقدس و لكننا لا نلتزم بها ابدا. و يتم الاعلان عن هذا المبدأ في المدارس و الجامعات و المساجد ليعلم الشباب انهم ليسوا مضطرين للعنف لارضاء ربهم.

-هذا هو الحل: اما الحذف أو التبرؤ من العنف القرآني. و لكن لو رفضتم ،لو استمرت عقولكم تؤمن بقدسية و فرضية تنفيذ هذه الاوامر العنيفة ،فلا تلوموا الا أنفسكم. لا تلوموا الغرب. الغرب لا يفعل أكثر من توضيح ما هو كائن في تفكيركم. يقوم بابراز وجه آخر للاسلام هو الوجه الموسوي النزعة العنيف الاتجاه ،بينما يتكفل المسلم بعرض الإسلام المسيحي -لو جاز التعبير.

-ان المسلمين يؤمنون حتى فوهات عقولهم -الممتلئة بالعنف- بضرورة جلد و تعذيب ممارسي الجنس خارج إطار الزواج ،و قطع يد اللصوص و احداث عاهات مستديمة بهم. و يؤمنون بان كل شخص اتبع الدين اليهودي هو عدو لهم ،هكذا. و يؤمنون بأنه ليس للمرأة ان ترفض معاشرة زوجها حتى لو لم تكن تشعر انها مهيأة نفسيا لذلك. و ليس للأبناء الاعتراض -و لو لفظا- على قرارات و اوامر الآباء مهما كانت تعسفية. و يؤمنون بان (نكاح) نبي الإسلام لطفلة في السادسة هو أمر عادي ،و ان أعمال الخضر التخريبية تعني بالضرورة ان لديه علم من عند الله....

-لا يا سادة ، الغرب لا يسئ الأدب. الغرب يوضح -بمنتهى الأمانة- كيف ان المسلمين يؤمنون بتعاليم عنيفة تثير الكراهية ضد كل من لا يتبع الأوامر ،و يوضح هذا في مناخ شديد الحرية و الديمقراطية يسمح -بل يلزم- بابراز الرأي الآخر. لو كانت لديكم تفسيرات أخرى -غير ان ايمانكم بهذه الآيات يعني ان نبيكم عنيف ،و أنتم بالتبعية- فلماذا لا تعرضون وجهة نظركم؟ كل الذين اعترضوا على الرسوم و الأفلام ثاروا لأن الغرب وضح و فضح المستور. ما فعله -و يفعله- الرسامون و مخرجو الأفلام لم يكن أكثر مما فعله الطفل النقي الروح حين أشار إلى الملك العاري و تساءل بدهشة :ماما ،لماذا يسير الملك عاريا بلا ثياب؟؟!


لمشاهدة كافة رسوم الكاريكاتير:

http://www.zombietime.com/mohammed_image_archive/jyllands-posten_cartoons/

لمشاهدة و تحميل فيلم فتنة: