23 April 2008

زي كل سنة طبعاً

-اشق ثمرة الرمان بسكين له لون كلون الجسد ،فتسقط منها قطرات حمراء لزجة ، فتبدو كفتاة عذراء اقتحمت للتو من قبل شاب فتي ، فسالت منها دماء براءتها الجنسية. أواصل عملي بلا كلل ، هكذا يعلمنا الرمان : لن تنال الأجر بغير عمل.

-أعمل جاهدا على تحرير حبات الرمان من أسرها الأبدي ، فتقفز في مرح إلى الطبق الأبيض الذي أعددته لها ، غير مدركة ان وقت حريتها ضئيل ،فما ان انتهي من تحرير آخر زميلاتها حتى ابدا في افنائها جميعا بين اسناني الطاحنة ، لتأخذ مكانها في المقبرة القابعة داخلي و التي استوعبت أطنانا من الطعام الذي بدأت في تناوله قبل ان يحتل صدام الكويت ، و الحقيقة ان احتلال صدام للكويت عاد على معدتي بالخسارة ، إذ قلت كميات الطعام المارة خلالها بسبب ذهول أمي عني إلى شاشات التليفزيون خوفا على مستقبل عملها في احدى صحراوات الخليج ،و التي يتفجر فيها زيت اسود ، يبادلونه بأوراق البنكنوت ، يعطونها لأمي ، فتشتري لي الطعام.

-اعود إلى طبق الرمان الأبيض ، و أواصل طقوس صلاتي المقدسة لجهازي الهضمي ، فأمضغ الحبات بتأن و ثقة- كحال الأمريكان عندما دخلوا بغداد - فتنفجر بصوت الصمت و تتناثر محتوياتها السائلة كقنابل النابالم الحارقة ، لن تضرب الفيتناميين الآن و إنما ستضرب جوانب فمي لأتذوق المحتويات اللاذعة ،فتنشط غددي اللعابية ،بينما نشطت قبلها بثوان عضلات حاجبي الأيسر في استجابة فورية لرغبتي في الاندهاش ، إذ لمحت الآن -و الآن فقط -هذا التشابه المذهل بين أحمد عز الذي اجلس زوجته نائبة البرلمان في البيت ،و برويز مشرف الذي أرقد بوتو في القبر ،و ذلك عندما لمحت صورتيهما متجاورتين في الصفحة الأخيرة للجرنال .

-أنهي عملية المضغ المقدسة ،و اترك امري لأمعائي الرزاقة الوهابة، فهي من سيستخلص السكر و الفيتامينات من وسط كمية هائلة من الألياف ،كما سيفعل الله يوم القيامة ،ليلقي بالسكر -اسف، المؤمنين -إلى الجنة ،و يدفع بالعصاة إلى النار ، فتخرج الألياف برازا ، و يحترق السكر في الكبد ،فتنتج كمية من الطاقة تكفي لأداء صلاة الصبح أو ممارسة العادة السرية ،فارفض استخدامها في أي من الامرين و أفضل توفيرها تحسبا لتعطل سيارتي القديمة ،فتحتاج عندها لدفعات بشرية متتالية ، لتتقدم السيارة ... بينا!

-أصل إلى العمل متأخرا بسبب حادث في الطريق ، إذ قام أحدهم بفقأ العين السليمة لسيارتي المتهالكة ،فلم يكن هناك بد من افتعال مشاجرة صباحية افرغ فيها غضبي من العولمة من جهة ، و أجدد نشاطي من جهة أخرى ،و انتهى الأمر بتدخل أصحاب السيارات المتعطلة من جراء الحادث:" يا جماعة صلوا ع النبي .... كل سنة و أنتو طيبين"

-في المصعد المؤدي إلى مكتبي اتذكر مقولة طريفة لصديق ، إذ سألني ذات مرة :مين أول واحد استعمل الأسانسير؟ -معرفش! فقال:يوسف النبي لما خرج م البير. ابتسمت ، فيتصادف وجود الزميلة العزباء امام عيني لحظة ابتسامي ، فأطرقت رأسها في خجل أنثوي فاضح ، فجعلتها هذه التلكيكة أقرب ما تكون لزغلول النجار حين فسر رؤيا يوسف النبي ل 11 كوكب ساجد - لا أعرف حقا كيف تسجد الكواكب- على انها اعجاز علمي بوجود 11 كوكب في المجموعة الشمسية ، فعلا ... تلاكيك!
-اسير في الردهة مصبخرا -من صباح الخير ، و على وزن محوقلا و مبسملا- على زملائي المنهمكين في وصلة تحايا تتكرر في مثل هذا اليوم من كل عام ، الذي ينهمك فيه أيضا سيادته في تبادل برقيات التهنئة مع (.. أصحاب الجلالة و الفخامة و السمو ، ملوك و امراء و رؤساء الدول العربية و الاسلامية ...) ،و أذكر اني أيضا كنت اتبادل فيه الصواريخ الورقية الملونة مع زملائي في الفصول المجاورة بالمدرسة الابتدائية.

-على باب مكتبي يستوقفني زميلي المرح دائما :صايم و لا زي كل سنة؟ فاضحك و اجيب :زي كل سنة طبعا !